اللغة العربية للصف الثاني الإعدادي - الفصل الدراسي الأول -
شعبنا المجيد يثور ضد المستعمرين الأجانب الذين يغتصبون خيرات بلاده، ويثور كذلك ضد كل حاكم مستبد يحاول أن يستعبد ويذل كرامته، فكان يقدم له النصيحة أولاً، فإذا لم يستمع ثار عليه، وخلعه.
وقصة "خورشيد" الحاكم المستبد لمصر سنة 1805 تؤكد ذلك، فقد كان ظالماً، كل همه نهب الشعب، وجمع المال لينفقه على ملاذه وشهواته، وكان يستعين بجنود أجانب لا هم لهم غير النهب والسلب!! ومن أجل ذلك خرج الشعب بطوائفه يهتف بسقوط "خورشيد وجنوده.
ولجأت هذه الجموع الثائرة إلى المشايخ والعلماء وقدموا مطالبهم إلى ذلك الحاكم وهى :
1- خروج الجنود الأجانب من البلاد.
2- عودة المواصلات بين الوجهين القبلى والبحرى.
3- عدم فرض ضرائب جديدة من غير موافقة العلماء.
إلا أن الحاكم الطاغية سخر من هذه المطالب، وأنكر حق الشعب فيها، مما جعل العلماء والزعماء يقررون خلعه من الحكم، فاندفعت الجماهير الثائرة تحاصر "خورشيد" فى قلعته الحصينة، وتهدد : إما أن يخضع لإرادة الشعب، أو يرحل عن البلاد. اضطر "خورشيد" أن يرسل لزعيم الشعب (السيد عمر مكرم) قائلا: كيف لا تطيعون أولى الأمر وأنتم رجال دين؟!! وكان الرد شديداً وصريحاً من (عمر مكرم) : "نحن لا نطيع إلا الوالى العادل، وخورشيد أبعد ما يكون عن العدل والرحمة، وهو لا يعرف غير النهب والسلب والتعذيب!".
وطال حصار الشعب لخورشيد، وأمام إصرار الشعب لم يجد سلطان تركيا وخليفة المسلمين فى ذلك الوقت- مفراً، من خلع هذا الحاكم المستبد تهدئة لثورة الشعب، واستجابة لمطالبه.
وبذلك استطاع شعب مصر أن يثبت وجوده، وأن يعزل الحاكم المستبد.