اللغة العربية للصف
إجماع الجيش على القيام بثورة لتحرير مصر من ظلم (الخديو) تحت قيادة (عرابى) بعد أن رفض الخديو الاستجابة لمطالب الشعب، ولما أحس الخديو تأييد الشعب للجيش اتفق مع الإنجليز ومهد لهم دخول مصر واحتلالها عن طريق الخيانة.
ولكن شعب مصر أقوى من الموت، وما من مرة ظن فيها المستعمر أنه قضى عليه إلا بعث من جديد، أصلب عودًا.
فقد ظهر وسط الاستعمار نجم ساطع هو (مصطفى كامل) الذى قسم جهاده قسمين : (أ) فى الداخل : حيث أخذ يبعث الحركة الوطنية لتوحيد الجهود ضد المستعمر.
(ب) فى الخارج : حيث أخذ يدعو للقضية المصرية فى أوروبا، ويفضح أساليب الاستعمار.
وظل "مصطفى كامل" يبث الروح الوطنية، ويلهب حماس الشعب بما يكتبه من مقالات فى الصحف، وما يردده من خطب فى كل مكان، فأصدر مجلة "اللواء" وكان شعاره دائمًا: "إن من يتسامح فى حقوق بلاده - ولو مرة واحدة - بقى أبد الدهر مزعزع العقيدة سقيم الوجدان!..".
كما ذهب إلى فرنسا، ونادى بتحرير بلاده، وحقها فى الحياة الحرة الكريمة.. ووقعت حادثة "دنشواى" المعروفة وهو فى فرنسا فأخذ يفضح أساليب الاستعمار الإنجليزى، وفظائعه الوحشية فى إعدام الأبرياء، وجلد الأهالى وسجنهم دون ذنب، وخاصة بعد أن ثبت أن الضابط الإنجليزي الذى كان يصطاد الحمام مع بعض زملائه وأطلق النار واشتعلت فى أجران الفلاحين، وطارده الأهالى، هذا الضابط مات من ضربة شمس لا من الأهالى، واستمر. (مصطفى كامل ) يحتج على هذه الجرائم، ويطالب بالعدل وبالتحقيق فى مأساة "دنشواى" حتى أدركت الحكومة البريطانية أن سياستها فى مصر تحتاج إلى تعديل، فقررت إبعاد "كرومر" عن منصبه، تخفيفًا لهياج الشعور الوطنى فى مصر، وكان هذا انتصارًا للحركة الوطنية التى قادها (مصطفى كامل) .
وظل (مصطفى كامل ) يجاهد حتى ضعفت صحته ، وأسلم الروح تاركًا لشعبه وعيا وطنيًا، وطاقة ثورية لتحرير مصر، وحمل الرسالة من بعده ( محمد فريد) زميل كفاحه الذى استمر فى نشر الوعى ، فسجن، وعذب، وقضى عمره متنقلاً فى عواصم أوروبا يخدم قضية وطنه حتى نفدت أمواله الكثيرة، وعاش أواخر أيامه مريضًا فقيرًا، ومات مغتربًا عن وطنه!