غياب قد يكون شبه كامل نلحظه لعنصر ومكون مهم وفاعل في العملية التربوية هو المسرح المدرسي رغم أهميته الكبيرة في الدور الذي يمكن أن يؤديه ويحقق نتائج إيجابية على جيل يجب أن نضاعف اهتمامنا به ورعايتنا له,
بما يحصنه قدر الإمكان من التأثيرات السلبية التي أصبحت تفرضها تحديات عديدة وبما يعمل على بناء شخصية هذا الجيل بناء متكاملا سليما.
ويبدو أن هناك أسبابا كثيرة وراء عدم تفعيل دور المسرح بالشكل المطلوب حاولنا طرحها في هذا الموضوع من خلال لقاء عدد من الجهات المعنية بالمسرح المدرسي.
وبداية أجرينا استطلاع ميداني خرجنا فيه بآراء عديدة لطلاب ومعلمين ومدرسين ومديري المدارس ومعظم الآراء أكدت عدم وجود مسرح مدرسي, وسألنا أيضا عددا من الطلاب والتلاميذ هل لديكم مسرح مدرسي وبدهشة أجابوا: ماذا يعني مسرح مدرسي?! ومع أننا كنا نتوقع منهم جواب النفي, كما نتمنى لو كانت إجابتهم فيها بعض المعرفة النظرية حول هذا الجانب وأهميته على الأقل ولانستغرب هذه الأمية بخلفية هذا المسرح, ففي دمشق مثلا يوجد مسرحان فعليان هما في مدرستي نبيل يونس والكواكبي وعدد قليل من المدارس تستخدم باحاتها لبعض العروض, وهناك آراء أخرى لطلاب تبينت أنهم يسمعون بما يقال عنه مسرح مدرسي, ولكنهم لا يعرفون شيئا عمليا عنه, فمن المفترض أنه مخصص لإقامة عروض مسرحية يجب أن تشوق الطلاب وتجذبهم وتحمل لهم مضامين مختلفة, ولكنهم لا يرون شيئا من هذا..
وأكدت آراء عدد من المعلمين والمدرسين أهمية المسرح المدرسي مستغربين سبب غيابه رغم الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه في عقول الناشئة وتأثيره الإيجابي بما يمكن أن يطرح عليهم مع الإشارة إلى ضرورة تفعيل هذا الجانب, ولكن كيف ذلك ودائرة المسرح المدرسي في مديريات التربية موجودة بالاسم فقط, وهي المعنية الحقيقية بهذا الأمر, فمن المفروض أن تنشط هذه الدوائر في جميع المحافظات وتسعى ما أمكن لبلورة هذا المسرح ليشمل مناطق ومدارس أكثر.
بدوره مدير ثانوية العرين السيد سامي جنيدي أوضح أن المسرح المدرسي في حال وجوده يعد من أكثر الأنشطة المدرسية فعالية في المجتمع المدرسي, علما أن أكثر مدارسنا تفتقر إليه في الريف والمدينة دون معرفة أسباب ذلك مع ضرورة وجوده كما هو حال المخبر والمكتبة وغيرها, فهو تربية من نوع خاص في مناهجنا الدراسية مع الإشارة لدوره في بناء شخصية الطالب ونمو خياله في مرحلة التعلم سواء كان متفرجا أم ممثلا على خشبة المسرح ويعد أفضل طريقة لاكتساب المعارف والمهارات ,ومتنفسا للطالب إذا قصده مرة في الأسبوع بعد كم متراكم من دروس الرياضيات.
ويضيف السيد جنيدي:إن هذا المسرح باعتباره هادفا يقع ضمن مؤسسة تربوية فهو يختلف عن غيره من المسارح الأخرى كونه تربوياً يزرع قيما جميلة في نفوس الناشئة حيث تتعدد موضوعاته من قومية لإنسانية واجتماعية تصب في بناء شخصية الطالب بناء سليما قادرا على مقاومة الغزو الثقافي, وحرمان شريحة من الطلاب منه يعني حرمانهم من المتعة والتسلية واكتساب أمور تربوية وعلمية وعقلية بطريقة فنية مسرحية مشوقة, ولذلك من الضروري تواجده إن لم يكن في مدرسة, ففي كل منطقة يوجد فيها تجمع مدارس ليستطيع الطلبة الاستفادة من أنشطته.
وجميع آراء الاستطلاع تمنت وجود مسرح مدرسي وتوسيع انتشاره حتى ولو قدم عروضا بسيطة فهذه العروض قد تكون مقدمة لعروض أخرى تأخذ أبعادا أكبر من الشمولية ومعالجة المضامين المطروحة للطلاب, وبالطبع ذلك يتطلب جهودا جبارة من قبل أصحاب القرار للنهوض بهذا المسرح وتوسيع دائرته.
مديرية لمسرح غائب
وكون مديرية المسرح المدرسي في وزارة التربية هي المعنية الأكبر في هذا المسرح وفعالياته, طرحنا تساؤلاتنا في جوانب هذا الموضوع على السيد عصام عبد الرحيم مدير المسرح المدرسي حيث بين أن هناك مشكلة أساسية يمكن تلخيصها بأنه لا يوجد كادر أكاديمي من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية يعمل في المسرح المدرسي بل يعتمد على دورات تدريبية تقيمها الوزارة بالتعاون مع اتحاد شبيبة الثورة لبعض مدرسي الموسيقا والرسم والرياضة, وممن يلمون بالحد الأدنى من الموهبة المسرحية وبالطبع دورة في الصيف مدتها شهر واحد غير كافية لتأهيل مدرس ومخرج مسرحي إضافة لأسباب أخرى تعيق هذا المسرح, ومنها ضعف التمويل المالي فميزانية المسرح بكامله 3 ملايين ليرة لاختصاصات مسرح وموسيقا وفنون شعبية وجميلة, وعدم وجود مرونة في الصرف المالي كافية بما يتناسب مع عمل المسرح والأنشطة بشكل عام وانعدام وجود أمكنة كافية مجهزة بمسارح لاستقبال العروض, ويتم التركيز على مناشط فنية رائدة كمعارض الخزف والزجاج وغيرها, وتوجد عروض مسرح مدرسي يمكن تصنيفها ضمن مسرح هواة أو شباب نجدها أحيانا تشبه عروض المسرح القومي,
وهنا تكمن المشكلة فليس المطلوب من عروض المسرح المدرسي أن تسير بمستوى القومي بل عليه أن يسير ضمن الخصوصية التي ينطوي عليها عمله وهو الطفل, وضمن خطة يضعها اختصاصيون كمسرح الأطفال وهذا الشيء غير موجود حاليا, فمعظ¯م العروض تجري بالتعاون مع المنظمات الشعبية من شبيبة وطلائع, والتي تعتمد وتفضل العمل منفردا بدون أي تنسيق مع الوزارة, وهي ربما تكون لعبت دورا فعالا في تنشيط الجانب الفني المسرحي في المدارس لكنها لا تمتلك القدرات الفنية الكافية لهذه المهمة فلا توجد كوادر تعمل فكيف يكون هناك مسرح مدرسي طلائعي دون وجود اختصاص في علم نفس الطفل أو اختصاص مسرح للأطفال,وكيف نطمح لبناء مسرح مدرسي مثالي ونحن لا نملك الحد الأدنى من الامكانيات المادية والمواهب البشرية.
ويوضح السيد عبد الرحيم أن المسرح المدرسي له تقاليده في الماضي فكانت العروض تجري في باحات المدارس وأحياناً في القرى وتستقطب شكلاً جماهيرياً والذي حدث أنه تم إلغاء هذه الحالة تجاه حالة المنظمات الشعبية التي ربما ساهمت في تطوير المسرح وفق شكل مغاير ينطلق من رؤية سياسية ثقافية أكثر منها رؤية ثقافية مجردة وتم تأطيره في قوالب لم يخرج منها, ويمكن أن نلحظ على صعيد العمل الحالي عروضاً متميزة تجري مع الطلاب ولا تتمتع بالتغطية الاعلامية الكافية ففي كل عام هناك مهرجان للمسرح يضم أكثر من عشرين عرضا لمراحل التعليم المختلفة ومنها المتميز, لكن قليلين هم الذين يحضرون هذه العروض بل يحضرها فقط المهتمون من الطلاب والأولياء ومديرية المسرح هي التي تقدم المتعة مع الفائدة ويمكن تصور الفرق بين درس تاريخ يقدم تقليدياً وبين أن يقدم كحالة مسرحية فالمادة واحدة لكن طريقة التلقي مختلفة والطريقة الثانية ترسخ المعلومة أكثر, ويمكن هنا أن نشمل جميع المواد الدراسية بما فيها العلمية, والتمثيل في المسرح يعلم الطلاب فن العمل الجماعي ويؤسسهم لتقبل فكرة العمل المؤسساتي في المستقبل الذي هو سمة العصر الحالي وسنوياً تجري في كل محافظة مسابقات لاختيار أفضل عرضين مسرحيين يسمى المهرجان الفرعي ثم تشكل الوزارة والشبيية لجنة تحكيم مشتركة تجول على المحافظات لاختيار العروض الفائزة لمهرجان مركزي يقام د ورياً مرة في كل محافظة وتتنافس العروض لنيل المركز الأول على مستوى العروض نفسها والديكور والموسيقا والاكسسوار وتؤلف اللجنة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ومديرية المسارح والموسيقا.
ويخلص مدير المسرح المدرسي الى أن هناك أزمة مسرح تكاد تكون عالمية وبديهي أن هذه الأزمة موجودة لدينا سواء في المسرح القومي أم المدرسي أم غيره وللبحث عن حل حقيقي غير إنشائي لهذه الأزمة وبعيداً عن استعراض المشكلات دون إيجاد الحلول يقول السيد عبدالرحيم: بداية يجب إيفاد متخصصين في مسرح الطفل الى الدول التي يوجد فيها عمل مسرحي للأطفال على مستوى راق وذات تجربة في ذلك وجعل المسرح المدرسي جزءا من عملية التعلم ولا يتم هذا دون تعاون وثيق وحقيقي بين المسرح المدرسي وأساتذة المدارس وتعزيز الامكانيات المالية لهذه المديرية الناشئة وإيجاد مرونة صرف مالية تلائم خصوصية عملها وإعادة النظر بكل كتب التنسيق المقامة مع المنظمات الشعبية وإعطاء دور أكبر لوزارة التربية في الاشراف على عمل هذه المنظمات بشكل حقيقي وإيجاد حافز للطلاب للمشاركة في المسرحيات التي تقدم ,ويمكن إجراء مسابقات ثقافية في التأليف والاعداد المسرحي تقدم خلالها جوائز قيمة للفائزين وتكون حافزاً بسيطاً للأدباء الشباب المهتمين بهذا القطاع في التأليف حيث لا توجد أي هيئة ثقافية في سورية تقوم بهذا النوع من المسابقات.
وبما أن العمل في المسرح المدرسي لا يقتصر على وزارة التربية منفردة بل يتداخل ذلك مع اتحاد شبيبة الثورة والطلائع والثقافة وفي هذا الجانب يبدو أن هناك بعض التعاون والتنسيق بين الوزارة والشبيبة لكن ذلك لا يرتقي للمستوى المطلوب.
الافتقار إلى الكادر المؤهل
وحول هذا الموضوع يقول رئيس قسم المسرح في اتحاد شبيبة الثورة السيد يوسف المقبل:
المسرح المدرسي تنحصر مهمته في مسرح المدرسة, بينما المسرح في منظمة الشبيبة مفتوح يضم المدارس والشبيبة العمالية وما بعد المدرسة .والمسرح الأول يتطلب نصوصا ليخاطب المراحل العمرية المختلفة, بينما الثاني يتبنى أي نصوص كون مراحل العمر مفتوحة وهدفه إشغال جيل الشباب بمختلف الأعمار بنشاط مفيد يحقق تنمية شخصية الشبيبي وذائقته الجمالية وقدراته العقلية من خلال عملية تصنيع العرض المسرحي وجلسات الحوار التي تتم في كل الفعاليات المسرحية بعد العرض المسرحي , ولتحقيق هذه الأهداف لا بد من وجود كادر قادر على فهم دور المسرح وموهوب للعمل في المسرح, ويقيم مكتب المسرح سنويا دورات تخصصية في الإخراج المسرحي للموهوبين من كافة المحافظات من مدرسين ومدرسين مساعدين وهواة بالتعاون مع وزارة التربية والمتخصصين في المسرح من وزارة الثقافة, وتتعزز الدورات من خلال عروض المسرحيات إضافة لدورات المتابعة والقيام بمهام أخرى غير المسرح منها الفنون الشعبية والغناء والموسيقا والفنون التشكيلية والمسابقات الأدبية وتقيم المنظمة كل عام مهرجانا مسرحيا مركزيا وكل فرع شبيبة يقيم مهرجانا مسرحيا فرعيا يفوز فيه عرض بالمركز الأول, وتقوم لجنة مركزية من قيادة الاتحاد ووزارة الثقافة بمشاهدة العروض الفائزة وفق أسس معينة, ويتم اختيار الأميز للمشاركة في المهرجان المسرحي المركزي, ويشير السيد المقبل إلى الأزمات الخاصة بالمسرح الشبيبي حيث أن هذا النشاط غير ملب لطموحات الممثل فهناك أزمة مسرحيين ومعاناة قلة الكادر المتخصص إضافة للمشكلات المادية لهذا الكادر حيث التأهيل وصقل المواهب ومعاناة العقلية المشرفة وهي المعرقلة الأكبر للحالة الابداعية وليس المبدع نفسه وهذه العقلية تربط كل العملية الابداعية بها وهي غير متخصصة أساسا حتى بالمسرح الرسمي ومشكلة المسرح الشبيبي ليست مادية فحسب وإنما مشكلة فكر وإدراك أهمية الفن وعلى المسؤولين إدراك هذا الجانب وهذا مطلوب من وزارة التربية أيضا, ففي كل مديرية تربية هناك دائرة اسمها دائرة المسرح المدرسي والمناشط يجب أن يتم التعامل معها واعطاؤها الاهمية المطلوبة كبقية الدوائر الأخرى ولكنها على أرض الواقع مهمشة ولا تقوم بأي دور فعندما نربي طالبا لديه حس فني ينعكس ذلك على مجمل حياته العامة ويحق لمديرية التربية التعاقد مع متخصصين إذا لم يكونوا متوافرين في الكادر التدريسي, والمعهد العالي للفنون المسرحية يخرج طلابا كثراً أومديرية المسارح والموسيقا لا تستوعبهم فلماذا لا يتم التعاون معهم كمنشطين مسرحيين في الثانويات ويعينون في التربية أسوة ببعض الدول العربية.
وإن كان هناك بعض التعاون في المسرح المدرسي بين وزارة التربية والشبيبة فالملاحظ أن هذا التعاون والتنسيق على أهميته معدوم بين التربية ومنظمة الطلائع كتعاون في إنجاز العروض المسرحية والتي على مايبدو أنها تفضل العمل منفردة في هذا المجال ولا تريد مشاركة أحد وتعمل وفق الامكانات المتاحة, وتبدو الجهود التي تبذلها من خلال العروض المسرحية التي تقدم في إطار مهرجانها القطري السنوي وهذه العروض تقدم في مدارس محددة وتحرم منها مدارس كثيرة.
السيدة صباح اليوسف رئيسة قسم المسرح والموسيقا والفنون الشعبية في منظمة طلائع البعث تحدثت ضمن هذا الإطار مبينة أن المسرح بشموليته الفنية يعتبر من أكثر الفنون قدرة على صقل الطفل وشحذ مواهبه وتنمية ذائقته وتطويرها, وتوجد علاقة متينة بين العرض المسرحي والتعليم وقدرة الطفل على حفظ الأشياء واقتناعه بها, تكون أكثر وضوحا حين يتم تلقيه المعلومة ضمن متعة بصرية جمالية تؤدي إلى غرضين المتعة أولا والفائدة الفكرية ثانيا وتخيل الأشياء وفق صورة حسية ملموسة يساعد الطفل كثيرا في عملية الاستنتاج والبحث وأهمية المسرح الطليعي المدرسي الموجه إلى الطفل أنه يخاطبه أثناء عملية تطوره واكتسابه للخبرة, فمن خلال العرض المسرحي يمكن أن تقدم للطفل العبرة إضافة إلى ثقافة المعرفة حيث أن طرق المعرفة التقليدية من كتب وغيرها أصبح اللجوء إليها يكاد يكون شبه نادر في ظل وجود عدد هائل من المسليات في حياة الطفل لذلك لابد من تطور الوسائل الثقافية لحث الطفل على تلقي المعرفة عبر المسليات من خلال تقديم كتاب عبر عرض مسرحي مثير لاهتمامه ما يدفعه للبحث عن قصة شبيهة وإلى امتلاك ملكة القراءة الجادة.
ونوهت السيدة اليوسف إلى أن منظمة الطلائع تعمل على إرساء قواعد وأسس المسرح الطليعي وأهم انجازاتها مسرح الصغار للصغار والمسرح الغنائي حيث تم تشكيل فرق مسرحية على مستوى كل فرع تقدم سنويا عرضا مسرحيا غنائيا يشاهده أطفال المحافظة المضيفة للمهرجان القطري سنويا, وكان آخرها المهرجان القطري 28 في دمشق وقدم /15/ عرضا مسرحيا غنائيا متنوعا في موضوعاته القومية والوطنية والتربوية والصحية والبيئية وشكلت فرق مسرحية للعرائس ويتم تعميم الفائدة في هذه الفعاليات من خلال تبادل العروض بين الفروع في المعسكرات الطليعية الصيفية, وهناك فرق مسرحية طليعية في كل منطقة وتقدم نتاجها من المشاهد المسرحية في البيانات الشهرية التي تقام في المناطق الطليعية ويتم العمل على تشكيل فرق مسرحية على مستوى كل وحدة طليعية ونفذت بعض الفروع تجربة مسرحة المناهج من خلال تقديم بعض دروس الرياضيات والعلوم في عرض مسرحي مشوق وتم تنفيذ مشروع الأطفال يعدون مسرحهم ليكون الطفل مشاركا في جميع العمليات الفنية التي يحتاجها العرض من كتابة وموسيقا وديكور وغيرها وقام الأطفال بالمشاركة في صوغ عرضهم وتركت لهم حرية أخد المبادرة وكان دور المتخصص التربوي كمنسق لأعمالهم ومشذب لها.
وبينت السيدة اليوسف أن هناك تعاونا وتنسيقا بين المنظمة ووزارة التربية التي تؤمن مراكز التدريب لإقامة الدورات التدريبية والمدارس لإقامة العروض المسرحية الطليعية والتغطية المادية أحيانا وغير ذلك بالتنسيق مع مديرية الإعداد والتدريب, أما من ناحية إنجاز عروض مسرحية فلا يوجد تعاون مع مديرية المسرح في ذلك منوهة أنه لا توجد أي مشكلة للتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية وهناك كل الاستعداد لأي تعاون.
وحول انعكاس مسرح الطفل وأهميته في المساهمة في تكوين ثقافة الطفل وأثر غياب هذا المسرح وآلية تفعيله وعدم التعاون بين الجهات المعنية في ذلك
تحدثت الآنسة رائدة صياح مديرة ثقافة الطفل في وزارة الثقافة مبينة أهمية مسرح الطفل بشكل عام وحاجة الطفل لهذه الأداة المسرحية في إطار وسائل الاتصال التي يتلقاها, وهناك شرائح من الأطفال لديهم مشكلات عامة يجب طرحها ومناقشتها من خلال مسرح الطفل وطرح القضايا الوطنية والقومية لتكون جاهزة أمام الطفل, كما أن التعامل مع هذا المسرح ليس سهلاً ويجب أن يكون مقنعاً يبتعد عن الوعظ وينمي سلوكية صحيحة ولا يتحول إلى مسرح تهريجي فقط من أجل إضحاك الطفل وبتكامل هذه النقاط يمكن أن يؤدي ذلك لمسرح هادف حقيقي يشمل كل مكونات العرض المسرحي الممتنع للطفل ويتحقق الهدف المطلوب من المسرح في الإطار التربوي والثقافي والسلوكي.
وتشير الآنسة صياح إلى أن المسرح يحتاج للنص المسرحي موجهة دعوة للكتاب والأدباء ليقدموا نصوصاً مسرحية هادفة وبعيدة عن التكرار, والشيء المؤسف أن مسرح الطفل يعاني من صعوبات عدة أبرزها المكان والمختص بقضايا الطفولة والإخراج للأطفال والفقر بالنصوص المسرحية التي تغني مكتبة المسرح وبما يتناسب مع متطلبات العصر فأزمة مسرح الطفل تنعكس سلباً على أزمة المسرح بشكل عام لأن الطفل عندما يتعود هذا الجانب يكون مستقبلاً الشاب الذي يرتاد المسرح بالشكل الصحيح.
وتؤكد الآنسة صياح غياب التعاون والتنسيق بين وزارة الثقافة والجهات المعنية بهذا المسرح من وزارة التربية ومنظمات الشبيبة والطلائع مع إبداء الرغبة لإيجاد آلية وأسلوب للتعاون الذي يجب أن يكون له آلية تنفيذ واضحة ومدروسة, مع أهمية تشكيل مجموعات عمل وإنجاز مهرجان مسرحي متكامل تنتقى منه الأعمال الأفضل والمميزة, لكن يظهر أن كل جهة تعمل منفردة في هذا المجال إضافة لضرورة تعزيز الإمكانات المادية والمعنوية في إطار واحد مشيرة لدور مديرية ثقافة الطفل في مراقبة النصوص التي تقدم للأطفال سواء من جهات القطاع العام أو الجهات الخاصة وأهمية دور المسرح في حياة الطفل وتنميته ثقافياً واجتماعياً وسلوكياً وضرورة تقديم الدعم اللازم من جميع الجهات التي تعمل في هذا الإطار والتي لا بد لها من أن تعيد النظر بخططها وبرامجها بما يتعلق بمسرح الطفل لأن طفل اليوم يقدم له من خلال وسائل الاتصال من تلفزيون وانترنيت وألعاب الكترونية مواد جذابة وبتقنيات عالية قد تنعكس سلباً عليه وحتى في الجانب المتعلق بالمسرح الخاص فحتى الآن لم نصل إلى مسرح خاص بالطفل وهناك فقر واضح جداً في هذا الجانب.
وبدورنا نقول..
إشارات استفهام عدة تطرح نتيجة لما قدمناه حول موضوع المسرح المدرسي فالملاحظ أن هناك سمة بارزة للجهات التي تعمل في هذا الإطار وهي أن كل جهة تريد أن تعمل بمفردها على يقين منها أن هذا العمل كاف للوصول لما يسمى بمسرح مدرسي, مكتفية بإنجاز بعض العروض التي تكون حصيلة عام كامل ولا يمكن أن نطلق عليها مسرحاً مدرسياً بالشكل الذي نطمح إليه, والغريب أن كل جهة أبدت رغبتها الكبيرة في التعاون مع بقية الجهات المعنية بهذا المسرح ولكن على ما يبدو أن الكلام النظري شيء والواقع العملي شيء مختلف تماماً فالرغبة شيء والتطبيق مختلف تماماً عن ذلك, ويلاحظ أن كل جهة تريد أن تكون هي المشرفة الرئيسية على بقية الجهات الأخرى في حال وجود أي تعاون أو تنسيق وينسب إليها التميز في حال حدوث أي بادرة لذلك في هذا المجال أي كل جهة تريد أن تكون هي الكل بالكل..
وما نود قوله إن ما أردناه من طرح هذا الموضوع ليس فقط بهدف الإشارة لغياب المسرح المدرسي رغم بعض الجهود التي تبذل من قبل البعض في هذا المجال وإنما من باب التأكيد على ضرورة السعي لتفعيل هذا الجانب المهم في العملية التربوية والثقافية, نظراً لأهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به المسرح المدرسي في بناء شخصية الطالب من كافة الجوانب واكتساب المعارف إن تم توظيفه بالشكل المطلوب بهدف الوصول به للمستوى المناسب له قدر الإمكان وبما يحقق بناء جيل تربوي سليم يؤدي رسالته في المستقبل على أتم الأوجه..
وما نتمناه بحق أن يتعزز التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية وتفعيل العمل بهذا المسرح من خلال إعادة النظر بخطط هذه الجهات في هذا المجال ووضع آلية مناسبة للتعاون قابلة للتنفيذ ونقدم الدعم المناسب للارتقاء بهذا المسرح من كافة الجوانب علنا نشهد قريباً مسرحاً مدرسياً متميزاً يكون ثمرة لهذا التعاون ويمتد ويتسع ليشمل جميع المناطق وليصل إلى أكبر عدد من المدارس ما أمكن ذلك...!?