ابراهيم الشحات
عدد المساهمات : 37 تاريخ التسجيل : 23/04/2009
| موضوع: كيفية الاستفادة من المسرح فى المدرسة ابراهيم الشحات الثلاثاء مايو 12, 2009 12:27 pm | |
| يأتي المسرح واحدًا من أهم البرامج والفعاليات التي تمكّن الطالب من التعبير عن همومه وآلامه وطموحاته وآماله وتعينه على اكتشاف قدراته وتنميتها، ولا غرابة فالمسرح هو «أبو الفنون»، ولكن هذه الأهداف الجميلة التي تحققها التربية المسرحية - إن جاز التعبير - هي في الواقع جملة من الرؤى والأطروحات الجميلة والرائعة التي لا نرى لها وجودًا على أرض الواقع في مدارسنا، يظهر هذا ويتجلى عند حضور فعالية مسرحية أو عند إسناد حفل مسرحي إلى مدرسة تجد الاعتذارات المتكررة والمحاولات المستميتة لإلغاء الحفل، والمطالبات بتأجيله تتوالى حتى إنها تصل لدرجة الاستجداء. وجولة سريعة على مدارسنا تكشف واقع الحال المائل وتظهر لنا الجهل الفاضح في أوساط التربية والتعليم بهذا الفن الجميل وتبرز غياب التربية المسرحية الهادفة تمامًا، ولهم في ذلك العذر الكبير فأسباب هذا النفور من المسرح جلية كالشمس في رابعة النهار فالتدريب غائب في زمن يفترض أن يكون التدريب فيه هو السمة السائدة للميدان التربوي في مختلف المجالات، وما يزيد الطين بلة أن الثقافة المسرحية لدينا (كشعب) تعاني الجهل الفاضح. ولربما أن المسرح لدينا تكتنفه نظرة غريبة من قبل البعض تصل تلك النظرة لدى هؤلاء البعض إلى محاربته؛ لأن فيه تقليد للغرب ولشعوب اليونان والرومان ومن هم على شاكلتهم. هذه نظرة فئة تعيش بين ظهرانينا والفئة الأخرى تعاني مشكلة أن الأسس التي يرتكز عليها المسرح غائبة عن أذهانهم، ولهم عذرهم في ذلك فمن يريد أن يطاع عليه طلب المستطاع، والتربية تطلب من هؤلاء الإبداع في مجال لم يألفوه ولم يتدربوا عليه وليس لديهم ما يقدمونه، فأصبح فاقد الشيء لا يعطيه حقيقة قائمة. والمشكلة أن المسرح علم قائم قبل أن يكون هواية، والإبداع فيه ليس متاحًا لمن لا يملك أسرار هذا العلم ويلم بجوانبه. كما أن المسرح رغم الجمال ورغم الإمتاع الذي يشعر به الممارس له متعب حد الإرهاق، فالجميع يعلم كم هو متعب هذا الفن الجميل الرائع، والمشهد الواحد يتطلب توفر عوامل عدة لدفع عجلته نحو النجاح، وما لم تجتمع تلك العوامل وتحضر بقوة فلن يجد هذا العمل الرضى من المتلقي بداية من الاختيار الجيد للموضوع مرورًا بالقصة والصياغة والسيناريو والحبكة الدرامية وجودة اختيار المؤدي والملبوسات والإضاءة المقننة للدور والخلفيات واستخدام المؤثرات وتكثيف البروفات وجودة الصوت وعدم تعرض أحد من فريق العمل لظرف طارئ، وكل هذه العوامل يجب أن تتداخل بعضها مع بعض لتخرج في النهاية عملاً قد لا تتجاوز مدة عرضه عشرين إلى خمس وعشرين دقيقة. كل هذا الجهد الجهيد يحتاج إليه المسرح، فهل نلوم المكلفين بهذه المهمة لو تهربوا منها؟! وما يجعلني أشفق أكثر علينا معشر المعلمين المطلوب منا الاضطلاع بمهمة «التربية المسرحية» حاجتنا الماسة إلى الإلمام بمتطلبات التربية المسرحية. لذا يلجأ المعلم إلى البعد والنفور من المسرح ويسلك طريقًا في مقدروه ممارسة دوره كمعلم يوصل معلومته لطلابه بطريقة قد لا تكون محببة ولا مجدية مع طلابه لكنها أسهل في التنفيذ فيجد في الاعتماد على طرق الإلقاء والمحاضرة في إيصال المعلومة حلاً ومخرجًا. هذه المشكلة التي نعانيها لا يتحملها المعلم وحده بل هي مشكلة مركبة تتداخل فيها عوامل شتى: اجتماعية (المعاناة من عدم وجود ثقافة مسرحية لدينا كشعب)، وثقافية متمثلة في وجود «أزمة نص» حتى على مستوى المجتمع الفني، وأكاديمية متمثلة في غياب التدريب الكافي للمعلم على هذا الفن.
[/center] | |
|